الثلاثاء، ٢٠ يوليو ٢٠١٠

تكبيرة .. (قصة قصيرة جداً).


على قصاصة ورق متسخة أخذ يرسم شارداً بعض الخطوط الغير متناسقة ، وعلى طريقة المنطق والمعادلات الرياضية أخذ يكتب:
هي = خيانة
أنا = حماقة
هي + أنا = غدر وخيانة وزيف
أنا + هي = فشل وألم ووجع
توقف عن الكتابة متأملاً في صمت ما خطته يداه ثم إنفجر ضاحكاً للحظات وهو لا يدري لماذا يضحك .. صمت من جديد في شرود ثم إنتفض واقفاً وإتجه نحو سجاده الصلاة. توقف قليلاً ثم رفع يديه إلى السماء قائلاً : الله أكبر.

السبت، ١٧ يوليو ٢٠١٠

حماقات


إلى عينيكِ ..
شوقٌ يشتعل في الأعماقْ ..
يداعبني ..
يلاعبني ..
كنورٍ من لهيب الإشتياقْ ..
يبدو جلياً في إبتساماتي ..
فبين ذراعيكِ سيدتي ..
أرى على المدى ذاتي ..
وعلى شفتيكِ دنيايا ..
وبحرٌ من حماقاتي!

الأحد، ٤ يوليو ٢٠١٠

خيانة .. (زجل).


لما من قلبي هويتك ..
كنت فاكرك دنيتي ..
وكنت دايماً في إشتياق ..
أشوف ملامحي بين عيونِك ..
وأعرف طريقي وسكِّتي ..
ليه الحب في القلوب يصبح خداع ؟!
وليه البراءة على الوشوش تطلع قناع ؟!
وليه الإشتياق للحظة مشاعر في القلوب ..
ترجع تموت وتكون وداع ؟!
مين النهارده بيتجرح ؟
مين إللي خان ..
مين إللي باع ؟!
حاولي تجاوبي وصدقيني ..
بكره هتبكي من الضياع ..
وإللي النهارده كان مخادع ..
هيجيله يوم وهينكسر ..
وبكل حزن الكون هيبكي ..
من الخداع !

الخميس، ١ يوليو ٢٠١٠

رمية زهر .. (قصة قصيرة).

.
-كده راحت يا حلو!
قالها بمزيج من الفرحة الطاغية والتشفي والشماتة لصديقة وهما جالسان على ذلك المقهى المتواضع المضاء بإضاءة صفراء واهنة تخبئ أكثر مما تظهر ، فرد عليه صديقه معترضاً:
-لأ لسه .. وحتى لو راحت .. ما أنا كسبتك قبل كده مليون مرة وياللا يا عم إكسب مرة من نفسك .
لم يستطع أن يعلق على كلمات صديقه فقد كان يعلم جيداً أنه على حق ..إنه لم يربح قط من قبل .. ليس في الطاولة فقط ولكن في كل شئ ..إنه من ذلك النوع الذي لا يربح أبداً .. ولم يسبق له أن حقق أى من أمانيه رغم تواضعها .. حقيقة لم يربح قط.
قضى سنوات طوال يجاوب على أسئلة المسابقات التليفزيونية على أمل أن يربح ولو لمرة واحدة بلا فائدة. تنقل من وظيفة إلى أخرى ومن عمل إلى آخر بدون أن يحقق أى نجاح يذكر.
وحتى الحب فشل فيه فشلاً ذريعاً .. أحبها كما لم يحب من قبل .. وحطمته كما لم يحطَم أحد من قبل... تزوج عله ينساها وأضاع الكثير من السنوات في زيجة فاشلة متهورة مع زوجة أشبه ما تكون بالعاهرات دمرت البقية الباقية من حياته وأنهت على سمعته حتى خرج من تلك الزيجة وهو كالمعتاد الخاسر الوحيد.
(بكره تتعدل) كلمة ملها إلى درجة الموت لأنه قد سمعها الآف المرات حتى أجبر نفسه أن تكف عن الشكوى وتستسلم منهزمة منكسرة ولم يعد له من متنفث سوى ذلك المقهى المتواضع والذي يأتيه كل يوم على أمل أن يفوز بأي شئ .. أى شئ .. حتى ولو كان هذا الشئ مجرد (عشرة طاولة).
- رحت فين.
قالها صديقه وهو يتأمل قطرات العرق والتي قد تجمعت على جبهته رغم برودة الجو في إشارة صارخة إلي توتره مما دفع صديقه إلى الإسترسال متهكماً:
- إيه يا عم العرق ده كله؟ إنت مش مصدق إنك هتكسب ولا إيه؟
ورغم لهجة صديقه الساخرة إلا أنه إستقبل الكلمات وهو يعلم جيداً أن الرجل لم يقل إلا الحقيقة ، إزداد توتره أكثر وأكثر وهو يستمع إلى صديقه وهو يقول:
- شوف .. إنت إحتمالات فوزك كبيرة أوى تقدر تقول 99.9 % زى الإنتخابات إياها .. بس عموماً أنا عندي أمل واحد بس .. 3 دش * ورا بعض.
وجد نفسه يهتف بعصبية شديدة : - وده طبعاً مستحيل.
صمت صديقه قليلاً وهو ينظر مباشرة في عينيه الزائغتين ثم تحدث قائلاً :
- رمية الزهر مفيهاش مستحيل .. رمية الزهر زى الدنيا اللى إحنا عايشين فيها .. فيها كل شئ ممكن .. رمية الزهر زي الحظ .. ساعات بتدى كل حاجه وساعات بتاخد كل حاجة .
وصمت قليلاً وسرح بناظريه بعيداً ثم إسترسل قائلا ً بصوت خفيض : - صدقني يا صاحبي حياتنا كلها عشرة طاولة وفي كل يوم بنرمي الزهر ونستنى الدش إللى هيخرجنا من همومنا ويحل كل مشاكلنا لكن للأسف زهر الحياة مفيش فيه دش ومع إننا عارفين ده كويس لكن بنحلم وبنعشم نفسنا ودايماً نقول (بكره تتعدل).
صمتا تماماً وسرح كل منهما مع أفكاره حتى قطع صديقه الصمت قائلاً : - ياللا نكمل . خليك فاكر أنا محتاج 3 دش.
صرخ في أعماقه قائلاً بلا صوت: - لن تربح هذه المرة .. أنا الفائز لا محالة.
شعر بوخز بسيط في صدره وهو يرى صديقه يلقي بحجري الزهر وتابعهما ببصره وهما يتخبطان على سطح الطاولة الخشبي .. توقف الأول عند الرقم 6 أما الآخر فإستمر يتخبط كثيراً ثم توقف ببطء أيضاً عند الرقم 6.
- الله أكبر.
قالها صديقه متحمساً بسعادة ثم استطرد قائلاً : دي أول حاجه لسه إللي جاى أكتر وزي ما بيقولوا أول الغيث قطرة.
إزداد الألم في صدره تدريجياً مع رمية الزهر الثانية ثم إنتفض جسده بقوة وهو يري زوجاً جديداً من الرقم 6 ظاهراً وجلياً أمام عينيه.. ومع صيحات صديقه المتحمسة والتى دفعت كل رواد المقهي إلى متابعة المباراة الدائرة بينهما بدأ يشعر بتسرب الحلم من بين أصابعه .. ليس الحلم بأن يفوز في مباراة الطاولة ولكنه حلم قضى عمره بالكامل يحاول أن يحققه بلا فائدة .. الحلم بأن يشعر بالنجاح .. الحلم بأن يكون سعيداً .. الحلم بأن يتخلص من الفشل الملازم له دائماً .. أحلام كثيرة تم أختصارها ومسخها وتحويلها إلى مجرد الحلم بالفوز في.. (عشرة طاولة).
أصبح الألم في صدره غير محتملاً ولكنه إحتمله .. أجل إحتمله كما إحتمل الكثير من الألم من قبل .. إحتمله وهو يجمع كل أحلامه في نظرة عينيه والتي اغرورقت بالدموع وهو يتابع صديقه وهو يرمي بالزهر للمرة الثالثة والأخيرة.



* الدش = 6+6